العمر : 41تاريخ التسجيل : 31/10/2008عدد المساهمات : 441أعلام الدول : مزاجك اليوم : الهواية : المهنة : نقاط : 552الأوسمة :
موضوع: قلعة الحصن أبريل 22nd 2010, 1:32 pm
دلت التحريات واللقى الأثرية المكتشفة في الطبقات الدنيا من تل حمص الأثري والذي يسمى حاليا قلعة أسامة ويقع في الطرف الجنوبي الغربي من مدينة حمص أنه كان مأهولا منذ النصف الثاني للألف الثالثة قبل الميلاد.
وكشفت التنقيبات التي أجريت في القلعة من قبل بعثة سورية بريطانية مشتركة والتي بدأت أعمالها في سنة 1995 واستمرت حتى عام 2000 عن مجموعة من الأقبية في الجهة الجنوبية من سطح التل الذي يرجح أن أسفله طبيعي صخري وأعلاه صناعي وجوانبه مبلطة بصفائح من الحجر الأسود كما انه يرتفع عن مستوى سطح البحر 533 مترا وارتفاعه عما حوله 32 مترا أما قطره فيبلغ 275 مترا يضيق عند القمة ويتسع في قاعدته ومحيطه حوالي 900م ويزيد من ارتفاع التل الخندق المحفور حوله والذي يبلغ عرضه حوالي 35 مترا وبعمق 4 الى 5 أمتار.
وقال المهندس فريد جبور رئيس دائرة آثار حمص ان هناك دراسة لتدعيم سور القلعة تقوم بها وحدة الدراسات في جامعة دمشق سيتم بعدها عمليات التنقيب فيها.
بدوره اعتبر المؤرخ فيصل شيخاني ان التل الاثري يعود الى 2600 ق.م وانه كان مكانا مقدسا لعبادة اله الجبل وبقي على هذا المنوال خلال سيطرة الرومان على الحكم الا انه تحول الى قلعة عسكرية في العصر البيزنطي والدولة الحمدانية حيث اتخذه الشاعر ابو فراس الحمداني كحصن له عندما كان واليا على المدينة ابان عهد سيف الدولة الحمداني.
ورأى شيخاني ان القلعة الحالية هي البقايا الحقيقية للقلعة الشيروكية الاسدية والتي يرجع بناؤها الى عهد أسرة حمص الأيوبية خاصة أيام حكم الملك المجاهد شيركوه بن محمد الذي حكم 57عاما ولا يزال اسمه منقوشا ًعلى برجين من أبراجها.
واشار شيخاني الى أن الزلازل التي ضربت مدينة حمص في القرن الثامن الهجري الحقت بالقلعة الكثير من الاضرار الامر الذي دعا الى ترميمها وتجديدها وكان اخر من قام بذلك الظاهر بيبرس الذي جدد سفح القلعة واعاد اليها متانتها السابقة.
وفي مطلع الستينيات من القرن الماضي تم تركيب برج البث التلفزيوني الأول عليها وفي عام 1984 أقيم فيها البرج الثاني الكبير وبقيت القاعة بعد الاستقلال ثكنة عسكرية وسميت ثكنة أسامة بن زيد واشتهرت فيما بعد باسم قلعة أسامة.
الجدير ذكره أن مدينة حمص أعادت إحياء احتفالاتها الشعبية في محيط القلعة الأثرية ومن ضمنها الخمسانات السبعة منذ عام 2008 ولاتزال قلعة حمص احدى الاماكن الاثرية التي شهدت عهودا من الحضارات والغزوات التي تعاقبت على المنطقة وستدل المكتشفات الاثرية التي ستنتج عن التنقيب فيها عن مدى اهميتها التاريخية من حيث الموقع والتفاعل عبرالعصور .